اعلموا - رحمني الله وإياكم - أن الله عز وجل اقتضت حكمته أن يكون نمو الإنسان على أطوار ومراحل، فجعل ما بين كل مرحلة وأخرى من مراحل نموه مدة ليست بالقصيرة، وما ذلك إلا ليتأمـل هذا الإنسان أطوار حياته، ويدرك قيمة عمره في هذه الحياة، فيستغله لعمارة دنياه، وما ينفعه في أخراه، قال تعالى في محكم كتابه: ((ما لكم لا ترجون لله وقارا، وقد خلقكم أطوارا)). إن حياة الإنسان هي عمره الذي يقضيه في هذه الحياة الفانية، وإن هذا العمر ينقسم على مراحل يختلف بعضها عن بعض، فمنها ما يكون الإنسان فيها ...
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا؛ أن جعَلتنا مسلمين، ننتفع بكل ما جاء في الإسلام من خير ودروس وعِبَر. لقد وضع الإسلام حوافز للتربية الأخلاقية، منها اكتساب الفرد لحب الناس، فالإنسان السوي الفطرة يسعده أن يكون بين الناس محبوبا ومقبولا ومرغوبا، فإن تخلق بالأخلاق الرشيدة، وتحلى بالخصال الحميدة تلقي بالقبول تلقائيا من الناس مما لا يمكنه تحقيقه بماله أو جاهه، يقول الرسول -صلى الله عليه وسلم- : ((إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بحسن الخلق))، ويقول ...