من خلف القبر
صاحت الجدة في وجه لصوص الآثار ... " لا " ..
اغتصبوا الجدة
اغتصبوا الآثار .
صاحت أمي في نزع الموت " لا " ...
اغتصبوا أمي
اغتصبوا البيت .
صاحت أختي في وجه لصوص العرض " لا " ...
اغتصبوا أختي
اغتصبوا العرض .
ذهبوا إلى البحر
وجدوا " لا " عارية
تسبح بين أمواج البحر المتلاطم بالثورة .
شفطوا ماء البحر
وجدوا " لا "
منحوتة على صخر الأرض .
صعدت أعينهم إلى أعلى
وجدوا " لا "
تتوعدهم مع ضوء الشمس .
حجبوا الشمس
وجدوا " لا "
مكتوبة على وجه البدر .
حجبوا البدر
وجدوا " لا " بكل رشاقتها
تراقص أفؤسهم المصلوبة
على جذع الحق .
قالوا
نغتصب هذي الــ " لا " المجنونة
مدوا أياديهم .. أرجلهم... أعينهم
إلى كل مكان ليغتصبوا " لا "
تتقطع أياديهم .. أرجلهم ..
تفقأ أعينهم
تسقط كل محاولة منهم هلعاً من " لا "
تهوي مطارقهم مدحورة
أمام صدى الموت الجبلي الصارخ " لا " ...
" لا "..
ليست ملكاً لأحد
ما دام على وجه الأرض
مغتصب واحد
سجان واحد
تبقى " لا "
فوق حيثيات المنع من السير على الأرض .
فوق المنع من التصريح عن الحب .
فوق ظلام الليل الرابض
على صدر الشعب .
أقوى من كل الوصفات الطبية
تشفي الأمراض المزمنة المكبوتة
بسلاسل الخوف المشدودة
على مدى رؤية العين البؤرية المتجهة إلى بصيص النور المتسلل
عبر النافذة المشروخة تعلن " لا " ..
" لا "..
لمغتصب الأرض والعرض " لا "...
للسجان .. للجلاد " لا "...
لتكميم الأفواه
لا.. لا .. لا ..
*