في كل بيت للعرب ..
تلفاز ومذياع ..
ومناظير تقرب الأبعاد .
والعيون أمامها حيرى ..
تقلب القنوات .
*
في كل بيت للعرب
نوافذ تُدْخل الضياء .
وأبواب للدخول ..
موصدة على الرجال .
تحرسهم مخاوفٌ وقلوب
تعشش في صدورهم ..
شهوة النساء .
*
في كل بيت أمانيّ مخنوقة
وأحلام صبا ..
وعيون خلف الستائر السوداء
تراقب باهتمام
ما يدور على الطرقات
من مخاض ومن آلام .
*
في كل بيت للعرب
صورٌ معلقة على الجدران
للقادة الشجعان ،
من ضربوا القدوة والمثال .
وكتب تؤرخ للزعماء
والحكماء ..
ومن جابوا بلاد العالمين
ثبتوا راية النصر ..
بالعدل والإحسان .
*
في كل بيت للعرب
يستشري الهذيان
يحكم أهْلَه الناطقون باسم أنفسهم
استبعدوا العقول والشعوب ،
فقأوا عيون الناس بالجنس والأموال .
كي لا ينظروا صور الملاحم
ولا يقرأوا تراجم الأبطال .
يحورون مواعيد الحب ..
يخولون لأنفسهم بالمراسيم التي تعطيهم
هيبة المُلْكِ
يعتقلون النُسَّاك الزاهدين في صوامعهم
والمقاتلين على الحدود
ويُحَقِروا الوجدان .
*
لكل بيت للعرب عنوان ..
بلا رقم ..
بلا اسم ..
بلا شارع ..
بلا مكان ..
كل بيت للعرب مفقود
يشتكي أهله الفوضى والهجران .
*
كل بيت للعرب سجن وطيد
تحوطه القضبان
يحبس الأوطان ..
ويتسربل بالظلام .
*
كل بيت للعرب مباح ..
تدوسه بصاطير المغامرين
ويحكمه الغزاة .
تجوسه الأغراب والغربان .
تنفي فيه الرجال .
*
كل بيت للعرب
مفتوحة أبوابه ..
يحتله المارقون عبر القرون
يغلقون أبوابه
يقفلون نوافذه كي لا يدخله
الشعاع .
كي لا يتنفس سكانه المروءة
ولا هَبَّة الشجعان .
*
كل بيت للعرب من خيال
وظلال ووباء .
كل بيت للعرب خالٍ ..
من السكان ..
أطلال تسكنها البوم
تمرح بها الأشباح
والأتراح .
*
خان يونس في 20/11/2000