لا ألقي بالا له ،
لا أهتم .
لا اسمعه ، لا أبصره ،
لا ألتفت إليه ...
مجرد خربطة وسط الليل
تؤرقني قليلا ..
ثم يأتي الفجر
يدق أوتاده فوق الأرض
فترتد خفافيشُ الغدر
إلى الجانب المظلم في أحضان الغرب .
*
من أين يَصْدُر هذا الصوت
لم نألفه قبلا
من أين أتانا عواءُ الذئب ؟
كيف ضرب طبولَه وسط الحي
كيف وكيف ..
أَيُهَذا البدر
أَيُعْقَل أن يَغْلبك الذئب ،
وأن الطبل الفارغ يُصْدِر
كل الرعد ..
فأين الغيث وأين البرق ؟
أيهذا البدر ..
ما الفرق ..؟
بين الشرق وبين الغرب ..
أين ألحان الشرق فتقطع ..
أوتار الغرب .
*
لنا لغة ناصعة الوجه ،
وفينا كلمات الحق ،
ومنا جذور الأرض .
ماذا ستقولون لأبينا آدم
وكيف تفسرون لبنيه ..
إبراهيم وداوود وسليمان ،
وموسى وعيسى ،
وكيف تبررون لمحمد ،
خسران البيع ؟!
لا يجوز البيع اليوم .
ولا يُـقبل بعد الصبح ..
البـصْم .
*
كم عاماً هي عمر الحلم
كم حلما ضيعناه ..
منذ تفتح ربيعُ الزند ..
أيجوز أن نُضيع جميعَ الأحلام
ولا نُـبقي لنا ورقة توت واحدة
تستر عورات الجهل .؟
*
أكان حقلا من ورد أم ..
سِجْناً من رُعْب .؟
هو حق شرعي أن نحلم ..
وأن نحمي الحلم .
*
يمضي يوم ،
ويأتي يوم ،
ونهار الشمس يسابق
ليلَ الظلم .
كيف نفرط ببصر القلب ،
وكيف نضع الخِرْقةَ السوداء أمام العين ؟؟
الشمس ساطعة والقمر بدر
أخَوَانٌ للنصر ..
لا يحجب ضوءَهما زيغ .
*
الوطن صنو الدفء ،
وسلاح البطل يسمو في الحق .
الفَرَس لا يوقفه الخندق ،
والفارس لا يؤرقه الضرب .
فكيف اختلف أَخَوَانُ الفجر
أحدهما العين اليمنى
والآخر توأمه ..
بدونهما يتشوه البيت .
*
ماذا بقي من شجرة P.L.O
ما بقي شيء للبيع .
باعوا الشجرة لما عدنا للبيت
ولما اقتحموا العش ..
انطفأ الشمع ،
وطارت العصافير بحثا عن غد .
وتحولنا لقطيع يستجدي ..
الأكل .
*
زَرَعْنا الزرع الطيب ،
وزَرَعَ العدو الشوك .
كيف نبادله ..
ونمنحه الخير ... ؟!
مقابل عنقود من العنب المر .
فأين اللوز والتفاح ؟
أين زيتون الفضل ؟
أين الليمون ..
وكيف اندحر برتقالُ السهل .؟
*
ماذا يرسم الأطفال بعد اليوم .؟
أين يجدوا الحلم ؟
P.L.O ..
كانت قصراً ..
بيع دون ثمن ..
في لُجة الظلم .؟
*
أين الحلم ..؟
ضيعناه في ظلمات النفس ؟
أم أسقطناه من حسابات الحقل ؟
أَوَلَمْ نتعلم من تكرار اللدغ ؟
ألاّ نحشر الرأسَ في الجُحْرِ المشبوه ؟..؟
هو درس ضِمْنَ دروس
ويكفينا القحط ..!
*
باق هو في وجدان الناس
لم يسقطه الظلم
استدعاه الشعب من مَكْمَنه المتقدم ؟..
ضرب عنق الخوف
وتوّجَهُ مَلِكاً للتَوْ
**
خان يونس 17/4/2006