![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
النتائج 1 إلى 9 من 9
الموضوع: خاطرة حول آية
-
2020-09-12, 18:29 #1
خاطرة حول آية
أعضاء ورواد منتدانا الكرام
نجدد اللقاء مع أديبنا المفضال خالد الطبلاوي
بفقرة صيفية شيقة
بعنوان: "خاطرة حول آية"
ضمن نشاطنا الصيفي لهذا العام:
ونسعد بمشاركتكم لنا وإثراء الموضوع حول كل آية.
فأهلا ومرحبا بكم
-
2020-09-12, 18:31 #2
رد: خاطرة حول آية
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)) سورة التوبة.
آية تتغلغل في روح كل مؤمن، يتشبث بها حين تدهمه أمواج البلاء العالية، فما أحوجنا إليها الآن وكل منا يستعد لمواجهة موجة جديدة من الوباء قائلًا:
"الكمامة لا تزال في جيبي"
على غرار أحد أفلام حرب أكتوبر التي شاهدناها صغارًا (الرصاصة لا تزال في جيبي) صارت هذه العبارة شعارًا لمرحلةٍ من الانتظار والترقب لموجة ثانية من كوفيد 19 المتجدد الذي ينتمي لعائلة كورونا العريقة (فيروس ابن ناس ذو أصل).
مرحلة صعبة في عمر الإنسانية، انتشرت فيها بل امتزجت أفكار متسارعة، وتناحرت أخرى متصارعة بحسب انتماءات أصحابها ومواقفهم ومواقعهم، فاختلطت صيحات أولي الضرر مع تهوين أصحاب المصالح وتهويل ذوي الأغراض الخفية، ودخلت على حياتنا مفردات جديدة لا نعرفها إلا في زمن الكوارث -خاصةً الطبية منها- مثل العزل والحجر والعدوى والقفاز والكمامة (اللثام أو النقاب) والمطهرات والمعقمات والتباعد الاجتماعي والمصافحة بالمرافق أو الإشارة عن بعد.
وبعد أن هدأت عاصفة الكورونا إلى حين -كما أعلنت الجهات الرسمية- وفتحت المساجد بشروط كالسجادة والكمامة. صارت (عُدة الصلاة) اصطلاحًا يتداوله أفراد الأسرة وينبهون الخارجين إلى الصلاة إذا غفلوا عنه (أخذت عدة الصلاة يا بابا؟).
مع هذه اللوحة القلقة المضطربة لحياتنا اليومية كان من الطبيعي أن نرصد اختلاف نظرات الناس تجاه الإجراءات الاحترازية التي طالبتنا بها الجهات الصحية المختصة؛ ففريق يراها عبئًا ، وآخر يراها عبثًا، وثالث يتخذها سببًا للوقاية، وما كان اختلاف نظراتهم إلا مرآة قناعاتهم.
فعندما لثَّمتُ وجهي واتخذت ليدي قفازًا في جنازة أحد أقاربي في بداية انتشار كورونا سخر مني بعض المشيعين "أتخاف على حياتك؟ يا رجل توكل على الله"، فلم يكن في المشيعين ذو لثام وقفاز غيري أنا وأخي، وصاح آخر: "والله الكمامة في جيبي، ولكنها تكتم أنفاسي"، وزاد ثالث: "وهل ستمنعك هي والقفاز من الوباء؟"، وإذا بأستاذٍ جامعي يهتف: "يا جماعة اتقوا الله ودعوا الرجل وشأنه، فإنه لا يضع لثامه على وجوهكم ولا قفازه في أيديكم، وهو يحتاط لنفسه ويعقلها ويتوكل على الله".
من هنا نجد أن قناعات الناس قد امتدت جذورها إلى مفهوم كل منهم للتوكل، فامتصت منه حتى تشبعت، فنتجت وكان نتاجها خلطًا بين التوكل وهو عمل قلبي وبين الأخذ بالأسباب وهو من عمل الجوارح فخرج كل منهما بصورة مشوهة غير صورته الأصلية، ولو تأملنا قليلًا في قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اعقلها وتوكل"[1]
لرأينا أن التوكل لم يأت إلا بعد أن أدَّت الجارحة ما عليها فعقلتْ الناقة أولًا، ولو كان التوكل كافيًا لما أمره بقوله "اعقلها".
لكم أعجبني منطق شاب عشريني حيث قال: " إنني أتخذ الإجراءات الاحترازية طاعةً لله ورسوله فـــــ"لا ضرر ولا ضرار" ، وأعلم جيدًا أن من يحفظني هو الله وحده، فآخذُ بالأسباب وأتوكل على الله، وعلى الله فليتوكل المتوكلون".
وصدق الله العظيم القائل في كتابه العزيز:
(قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَانَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (51)) سورة التوبة.
[1]اعقِلْها و توكَّلْ
الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الجامع
الصفحة أو الرقم: 1068 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التخريج : أخرجه الترمذي (2517)، وابن أبي الدنيا في ((التوكل)) (11)، وأبو الشيخ في ((أمثال الحديث)) (42)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (8/390).
[1]الراوي : أبو سعيد الخدري | المحدث : النووي | المصدر : الأربعون النووية
الصفحة أو الرقم: 32 | خلاصة حكم المحدث : حسن
التعديل الأخير تم بواسطة ذكرى صلاح الدين ; 2020-10-01 الساعة 23:13
-
2020-09-12, 19:49 #3
رد: خاطرة حول آية
موضو قيم ورائع وجزاكم الله خيرا وجاء في وقته
ما تفضل به الاستاذ ووضحه هو المفهوم الحقيقي للتوكل على الله خلاف ما يعتقده البعض أو يتوهمه ، التوكل على الله مع الاخذ بالاجراءات الاحترازية و الاخذ بالاسباب ، فرق بين التوكل والتواكل ، التواكل هو عدم الاخذ بالاسباب مثل طالب لم يستعد للامتحان ولم يدرس وينتظر نتيجة ايجابية أو عامل لا يبحث له عن مورد رزق ويكتفي بالدعاء فقط ولا يسعى في طلب الرزق !!
سيد الخلق عليه الصلاة والسلام مع أن نبي وتعهد الله عز وجل بحمايته ومع ذلك اخذ بكل الاسباب عند الهجرة ، من رفقة صالحة ومن اتخاذ ارقيط مرشدا له في الطريق عارفا بسبلها والالتجاء لغار ثور حتى تخف قريش من البحث عنه وبعدها ينطلق للمدينة المنورة ، مع زاد للرحلة مع أخذ الحيطة والحذر ، مع التكتم الشديد الذي احاط بالرحلة حتى تكلل الجهود بالنجاح وهكذا ..
-
2020-09-14, 21:52 #4
- تاريخ التسجيل
- 07 2011
- المشاركات
- 129
رد: خاطرة حول آية
بارك الله فيك
وتقبل الله منا ومنكم
-
2020-09-14, 21:53 #5
- تاريخ التسجيل
- 07 2011
- المشاركات
- 129
-
2020-09-15, 15:40 #6
-
2020-09-16, 00:05 #7
رد: خاطرة حول آية
فإذا عزمت فتوكل على الله.
فالعزم هو الاستعداد والتهيء وهذا لا يكون بدون أخذ بالأسباب.
هذا التوكل الرباني كما علمنا الحق عز وجل فيف قرآنه.
-
2020-09-16, 16:01 #8
-
2020-09-16, 22:46 #9
رد: خاطرة حول آية
بارك الله فيكم جميعا.
نتابع معكم إخوتي اخواتي الكرام هذه الفقرة المميزة مع آية جديدة وخاطرة جديدة
بقلم أستاذنا الفاضل خالد الطبلاوي.
الخاطرة الثانية بعنوان:
"هل جربت أن تكون ملعقة"
تجدونها على هذا الرابط:
https://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=1223393